قصة أبنة بائع الزبالة بقلم ابن حمص
أسمي: ريم و لكن لم يكن أحد يناديني بهذا الأسم
لأني أبنة بائع الزبالة في المدرسة و في حارتنا لأن أبي كان يعمل مع عمال النظافة في البلدية.
وكنا نسكن في بيت بسيط و متواضع.
لم نكن نأكل كما كانو يقولون كانو يقولون و يعتقدون
اننا نأكل من الزبالة.
كنا مثل أي عائلة فقيرة و متواضعة نطبخ و نسهر و نضحك كنا أنا و أختي الصغيرة أمل و في مدرستي لم يكن من أحد يلتفت إلى تفوقي في المدرسة
كانو فقط ينظرون الي على أنني أبنة بائع الزبالة
و في الصف كان قليل من الطلاب من يتكلم معي و حتى كثيرا منهم يخجل من أن يجلس بجانبي أو يكلمني.
يعتقدون أنني لا أستحم و أن رائحتي كريهة .
سألتني المعلمة ذات يوم:
شو حلمك تصيري بس تكبري
ترد على المعلمة فتاة من خلفي وتقول:
حلمها تلم زبالة و بدأ الطلاب بالضحك والسخرية مني.
و أنهمرت بالبكاء فجائت المعلمة و ضمتني الى صدرها
وهمست لي في أذني تقول:
لا تخجلي من عمل أبيكي فقد كاني أبي يعمل ناطور في بناية و يقوم بشطف الدرج كل يوم و يلم الثياب القديمة (البالة) و نلبسها و نفرح بها كثيرا تحلي بالصبر و كوني قوية.
تقول ريم : نعم قررت أكون قوية و لن أكون ضعيفة بعد اليوم.
ولن أسمح لأحد أن يضحك علي ويسخر مني . و علمت أختي أن تكون أقوى مني و ما تكون ضعيفة و ما نسمح للزمن يكسرنا .
مرت سنين طويلة و نجحت في البكلوريا و تفوقت و لله الحمد.
و دخلت في كلية الطب و هنا تغيرت كثيرا و تغيرت الأحلام اللتي كنت أنتظرها أصبحو ينادونني دكتورة ذهت الدكتورة و جائت الدكتورة و أنا أكاد أطير من الفرح لأني كسرت كل شيء كان يضايقني.
و كل من كان يضحك علي و يسخر مني جائوني و أحتاجوني و لكن لم ارد أحدا منهم خائب.
الآن كبرت و كبرت أختي و تغيرت كل أحوالنا و أبي لم يعد بحاجة الى العمل و أستبدلنا منزلنا القديم و كنا يدا واحدة.
و اكملت اختي الدراسة و أصبحت بكلية الصيادلة و أنا تزوجت واصبح لدي أطفال .
ولكنني لن أنسى أنني في يوم كنت أبنة بائع الزبالة
و لا أنسى فضل أبي لأنه كان ينزعج علينا عندما يسمع احدا يناديني ب أبنة بائع الزبالة.
و لا أنسى فضله علمنا على اللقمة الحلال اللتي لا يعرفها كثير من الناس . .
علمو أولادكم ان لا يكونو مثل اللذين كانو معي بالصف.
و لا تكسرو قلب أحد اذا كان الزمان قاسي عليه.
أنا الآن دكتورة و أختي صيدلانية.
والناس ليست بالأموال و لا بالقصور.
مع كل تمنياتي لجميع الفقراء بالسعادة و السرور
و أحترامي لأبي.
وشكرا.
تعليقات
إرسال تعليق